Nov 1, 2009

{ شبكة فلسطين ال 48 } المحرر السياسي //قيادة الانقاذ الموحد الحركية

حقل الأشواك

الحياد في المسؤولية الوطنية....!

1/11/2009

 

في الحالة الفلسطينية الراهنة وفيما يتعلق بالحركة الوطنية الفلسطينية وما جرى عليه استهداف حركة فتح لتجويفها وتفريغها وتوجيهها نحو سياق مبتسر لا يمت لها بصلة، كان الموقف الذي اتخذته القوى السياسية الفلسطينية الوطنية والاسلامية موقفاً لا علاقة له بشروط السلامة الوطنية، فرغم أنها اتخذت موقفاً تراوح بين الحياد والحياد السلبي، إلا أن هذه الحال تحديداً لم تكن هي حال التوصيف الذي كان سيكون مثل هذا الموقف الذي وقفت عنده هذه القوى في السليم أو حتى في توصيف المقبول، لأن أساس ما جرى عليه الفرز والاصطفاف داخل حركة فتح لم يكن خلافاً فكريا أو تفريعياً داخل منظومة وطنية، بل هو خلاف جذري وعميق بين الوطني وغير الوطني، وكان من المنطقي أن تكون انحيازات هذه القوى مجتمعة ومنفردة لصالح الوطني حكماً ونحو تثبيت هذا الفصل السياسي داخل هذه الساحة وخارجها، لكن حسابات كثيرة يبدو أنها جميعا تنأى عن حاجز الفصل الذي رسّخته بشكل واضح هذه الحركة التصحيحية في فتح، وتتعمد حتى الساعة التعامل مع حدود المعادلة التي لها قيم إقليمية أو خارجية أكثر من الحسم الوطني الداخلي.

منذ اليوم الأول دعت قيادة الإنقاذ الموحدة (ق.ا.م) في حركة فتح ومنذ البيان الأول إلى الذهاب فوراً نحو الواجب الوطني المرتبط بضبط العمل السياسي الوطني من المنبع، وألحت على ضرورة الاستجابة لما هو قاسم أعظم لكل أبناء الشعب الفلسطيني ولجماهير الأمة العربية التي تريد أن تصحو من كابوس هذه النماذج المختلة للعمل الوطني الفلسطيني ومن هذه الردة العلنية التي تمارس بأبشع الصور والأنماط، وأيّدت في ذلك دعوة الأخ فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية العليا لحركة فتح والتي طالب فيها بضرورة عقد مؤتمر شعبي عام متزامنا مع مجلس وطني حقيقي يعيد تصويب مجرى الامور في الساحة الوطنية الفلسطينية، ويضع حدا للعبث والمجانية واللامعقولية الحاكمة الآن جملة المشاهد في كل الحالة الفلسطينية في الوطن والشتات، والتي يدفع ثمنها الشعب والقضية معاً، حيث الإجابة الصحيحة والمنطقية لعلاج بؤر الخلل في هذه الصور جميعاً بإحالتها إلى قوى العزوم الوطنية نفسها وإرادة الشعب العربي الفلسطيني الذي لا نشك يوما واحداً في كفاحيته وبذله وأدائه واستعداده الدائم لمنازلة العدو في سبيل وطنه وحقوقه حتى النصر.

مؤسف أن تكون استجابة حركة حماس باهتة على هذا النحو ولا تغادر مربع الاستخدام المناوراتي الذي لا نستطيع حتى اللحظة تمييز المصلحة الوطنية الشاملة في مستواه ونوعية جوابه، نتفهم أن تكون العملية التي تطلبها الرباعية في تحقيق "التوافق الفلسطيني" سواء قسراً أو تحايلاً بالورقة المصرية أو الانتخابات أو غيرها، في الطريق إلى ما يوضحه العدو من أغراض الاستخدام اللاحق لمثل هذه النواتج من هكذا توافق مشروط فيما يسمونه عملية التسوية، نفهم أن تكون موقع مناورة وشراء وقت في أقل مراتب الرفض الوطني لها، لعدة أسباب منها ما تقدم من وظيفية معينة تنتظر هذه العملية، ومنها أيضا أن حقيقة ما هو قائم في الساحة الفلسطينية ليست انقساماً حقيقياً بالنظر إلى أجندة الطرف الذي اختطف قرار فتح وصمتت عنه هذه الفصائل في موقف غير سليم، ولذا فمثل هذا التوافق المطلوب على هذا النحو ليس إلا ديكوراً خارجياً للانخراط في متاهات جديدة وتجارب أكثر مراراة، و لكن لا نفهم أبداً أن تكون في ذات الوقت مواقف حماس أو غيرها في الساحة الفلسطينية من العلاج الحقيقي الوحيد للحالة الوطنية الفلسطينية، ومدخل إعادة الصحة لهذه الأوضاع المعتلة، على هذا النحو من الرفض أو المناورة، ثم المناورة هنا ضد من ؟ وما هي حدودها؟ ولماذا تصبح ضرورة؟ والسؤال الكبير : إذن ماذا تريد حماس أو غيرها من القوى المقاومة وماذا تقترح من بدائل حقيقية وطنية عامة للمخرج ؟

                                            المحرر السياسي

 

من المنطقي أن تقف القوى السياسية الوطنية موقف الحياد الإيجابي عندما تعصف خلافات داخلية بفصيل من فصائل هذه القوى، والحياد الإيجابي في هذه الحال لا يصبح موقفاً وطنياً سليماً فقط، بل هو في خانة الواجب الوطني الذي يجب أن تضعه هذه القوى منفردة ومجتمعة في موضع بوصلتها الرئيسة في كفاحها الوطني المرير وعلى طول طريق هذا الكفاح وممارسته، نحو أهداف الشعب العربي الفلسطيني الواضحة بالعودة وتقرير المصير والتحرير الوطني الشامل لكل الأرض الفلسطينية، إنها البوصلة التي لا تضطرب إلا إذا وجد الخلل في وشائج وعلاقات هذه القوى مخلّفة بلا شك المعنى الحقيقي للانقسام والتجزئة، ومختصرة صورة ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعندما تكون هذه العلاقات على سويتها الوطنية السليمة، متجهة نحو هذه البوصلة العامة، فإنها لن تقع إطلاقاً في شرك ضرب الوحدة الوطنية، وستكون عامل ترسيخ وبناء وتمتين لها، حيث هذه الوحدة الوطنية هي الشرط الذهبي لبناء عناصر النصر المبين.

الحياد الإيجابي وليس الحياد أو الحياد السلبي هو المدخل نحو معالجة حكيمة ووطنية لعلل وأمراض قد تصاب بها مفردات القوى السياسية بغض النظر عن منطلقاتها أو نوعية مرتكزها الفكري، وبقطع النظر أيضا عن تاريخها وحجمها وإنجازاتها أو مساحة البؤرة التي تشغلها اليوم أو أمس، ذلك أنه لا يوجد في العمل السياسي ما هو محصّن إزاء حقائق واضحة للجميع كلّها تسعى إلى استهداف العمل الوطني الوحدوي بعامة، وأي عمل وطني مقاوم بخاصة، ففقه الاستهداف ليس محصوراً بتفاسيره بيد العدو ومعسكره فقط، بل هو أيضا وارد في يد عوامل أخرى كثيرة ليس أهونها حصاد التجارب المرة وخسارة الراهانات السياسية أو حتى الخيارات المعتمة التي تؤخذ في المفاضلة أحياناً تحت بند الاضطرار بين المر والأمر منه، هذه جميعها مادة استهداف ليست علامة تجارية لأية قوة بعينها بل هي علامة عامة قد يقع في شباكها القوى والضعيف.

وعندما يصبح الواجب الوطني هو القيام بمهمات قطع الطريق على ضرب الوحدة الوطنية ابتداء هو واجب لم تستنفذ فيه كل الإمكانيات ولم يستحق الالتفات الحقيقي إليه في الظرف المناسب، وأصبحت نتائج غيابه خطيرة ومرهقة إلى حد الضغوطات المخيفة، فإن التراتبية الثانية في صفحات الواجب الوطني عند نشوء هذا الخلل في العلاقات الوطنية الاخلية لا تغدو نزهة أو مجالاً للخيارات في هذه اللحظة، ولا هي قابلة للتأجيل أو الاستخدام المناوراتي في هذه اللحظات التاريخية، ذلك أن نتيجة أي من هذه التشكيلات التساهلية في هذه اللحظات التاريخية ستكون وخيمة لمدى غير منظور، وتحمل لا سمح الله بذورها السوداء لفترة ليست بالقليلة تأكل من بيدر الرصيد الاستراتيجي الكفاحي الوطني بعامة وليس فقط من رصيد فصيل أو قوة بعينها، أو تؤثر على مرحلة داخلية بينية في مسار الجملة الحركية الشاملة، إنها ستضرب في عموم ومحصلة الرصيد الوطني العام، وهذه مسؤولية ليست بالهينة ولا يمكن الاستخفاف بها كما علّمنا التاريخ وأوضحته تجارب الكفاح الوطني العالمية عند الشعوب التي قاتلت من أجل حريتها وكرامتها.

لكن ثمة حالة واحدة لا يمكن قطعا تفهّم أي نوع حياد أو شعار سلبية أمامه من أي طرف وطني كان داخل منظومة القوى الوطنية، ذلك عندما تكون مسألة الفرز داخل الفصيل أو القوة التي تنتمي إلى عموم هذه المنظومة الوطنية هي بين ما هو وطني وما هو غير وطني، ففضلا عن أن وضعا من هذا النوع لا يمنطق موقف أي حياد، تكون فائدة مثل هذا الحياد الطبيعية مصروفة حكما لصالح معسكر آخر لا وطني دون ريب.


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
مع تحيات
ناشر ومحرر شبكة فلسطين ال 48 الاعلامية

عن الشبكة:
مجموعة اعلامية  مستقلة منحازة للشعب والوطن ولهموم الانسان العربي في كل مكان.
تصدر في الداخل الفلسطيني عام 48 وتضم آلاف العناوين البريدية لكتاب ومثقفين وقراء من جميع انحاءالعالم.
تسعى لان تكون سباقة في طرح الرأي الحر والفكر النير والابداع الفذ.
ملاحظة:المقالات المرسلة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة ان تعبر عن رأي المجموعة
لارسال كتاباتكم  على البريد إلكتروني
palastain-48@googlegroups.com
سيتم النشر خلال 24 ساعة من استلام المادة

لإلغاء الاشتراك مباشرة وحذف عنوانك اضغط على الرابط التالي وقم بالارسال
palastain-48+unsubscribe@googlegroups.com

لزيارة المجموعة على
http://groups.google.com.sa/group/palastain-48?hl=ar?hl=ar
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Nov 1, 2009

{ شبكة فلسطين ال 48 } المحرر السياسي //قيادة الانقاذ الموحد الحركية

حقل الأشواك

الحياد في المسؤولية الوطنية....!

1/11/2009

 

في الحالة الفلسطينية الراهنة وفيما يتعلق بالحركة الوطنية الفلسطينية وما جرى عليه استهداف حركة فتح لتجويفها وتفريغها وتوجيهها نحو سياق مبتسر لا يمت لها بصلة، كان الموقف الذي اتخذته القوى السياسية الفلسطينية الوطنية والاسلامية موقفاً لا علاقة له بشروط السلامة الوطنية، فرغم أنها اتخذت موقفاً تراوح بين الحياد والحياد السلبي، إلا أن هذه الحال تحديداً لم تكن هي حال التوصيف الذي كان سيكون مثل هذا الموقف الذي وقفت عنده هذه القوى في السليم أو حتى في توصيف المقبول، لأن أساس ما جرى عليه الفرز والاصطفاف داخل حركة فتح لم يكن خلافاً فكريا أو تفريعياً داخل منظومة وطنية، بل هو خلاف جذري وعميق بين الوطني وغير الوطني، وكان من المنطقي أن تكون انحيازات هذه القوى مجتمعة ومنفردة لصالح الوطني حكماً ونحو تثبيت هذا الفصل السياسي داخل هذه الساحة وخارجها، لكن حسابات كثيرة يبدو أنها جميعا تنأى عن حاجز الفصل الذي رسّخته بشكل واضح هذه الحركة التصحيحية في فتح، وتتعمد حتى الساعة التعامل مع حدود المعادلة التي لها قيم إقليمية أو خارجية أكثر من الحسم الوطني الداخلي.

منذ اليوم الأول دعت قيادة الإنقاذ الموحدة (ق.ا.م) في حركة فتح ومنذ البيان الأول إلى الذهاب فوراً نحو الواجب الوطني المرتبط بضبط العمل السياسي الوطني من المنبع، وألحت على ضرورة الاستجابة لما هو قاسم أعظم لكل أبناء الشعب الفلسطيني ولجماهير الأمة العربية التي تريد أن تصحو من كابوس هذه النماذج المختلة للعمل الوطني الفلسطيني ومن هذه الردة العلنية التي تمارس بأبشع الصور والأنماط، وأيّدت في ذلك دعوة الأخ فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية العليا لحركة فتح والتي طالب فيها بضرورة عقد مؤتمر شعبي عام متزامنا مع مجلس وطني حقيقي يعيد تصويب مجرى الامور في الساحة الوطنية الفلسطينية، ويضع حدا للعبث والمجانية واللامعقولية الحاكمة الآن جملة المشاهد في كل الحالة الفلسطينية في الوطن والشتات، والتي يدفع ثمنها الشعب والقضية معاً، حيث الإجابة الصحيحة والمنطقية لعلاج بؤر الخلل في هذه الصور جميعاً بإحالتها إلى قوى العزوم الوطنية نفسها وإرادة الشعب العربي الفلسطيني الذي لا نشك يوما واحداً في كفاحيته وبذله وأدائه واستعداده الدائم لمنازلة العدو في سبيل وطنه وحقوقه حتى النصر.

مؤسف أن تكون استجابة حركة حماس باهتة على هذا النحو ولا تغادر مربع الاستخدام المناوراتي الذي لا نستطيع حتى اللحظة تمييز المصلحة الوطنية الشاملة في مستواه ونوعية جوابه، نتفهم أن تكون العملية التي تطلبها الرباعية في تحقيق "التوافق الفلسطيني" سواء قسراً أو تحايلاً بالورقة المصرية أو الانتخابات أو غيرها، في الطريق إلى ما يوضحه العدو من أغراض الاستخدام اللاحق لمثل هذه النواتج من هكذا توافق مشروط فيما يسمونه عملية التسوية، نفهم أن تكون موقع مناورة وشراء وقت في أقل مراتب الرفض الوطني لها، لعدة أسباب منها ما تقدم من وظيفية معينة تنتظر هذه العملية، ومنها أيضا أن حقيقة ما هو قائم في الساحة الفلسطينية ليست انقساماً حقيقياً بالنظر إلى أجندة الطرف الذي اختطف قرار فتح وصمتت عنه هذه الفصائل في موقف غير سليم، ولذا فمثل هذا التوافق المطلوب على هذا النحو ليس إلا ديكوراً خارجياً للانخراط في متاهات جديدة وتجارب أكثر مراراة، و لكن لا نفهم أبداً أن تكون في ذات الوقت مواقف حماس أو غيرها في الساحة الفلسطينية من العلاج الحقيقي الوحيد للحالة الوطنية الفلسطينية، ومدخل إعادة الصحة لهذه الأوضاع المعتلة، على هذا النحو من الرفض أو المناورة، ثم المناورة هنا ضد من ؟ وما هي حدودها؟ ولماذا تصبح ضرورة؟ والسؤال الكبير : إذن ماذا تريد حماس أو غيرها من القوى المقاومة وماذا تقترح من بدائل حقيقية وطنية عامة للمخرج ؟

                                            المحرر السياسي

 

من المنطقي أن تقف القوى السياسية الوطنية موقف الحياد الإيجابي عندما تعصف خلافات داخلية بفصيل من فصائل هذه القوى، والحياد الإيجابي في هذه الحال لا يصبح موقفاً وطنياً سليماً فقط، بل هو في خانة الواجب الوطني الذي يجب أن تضعه هذه القوى منفردة ومجتمعة في موضع بوصلتها الرئيسة في كفاحها الوطني المرير وعلى طول طريق هذا الكفاح وممارسته، نحو أهداف الشعب العربي الفلسطيني الواضحة بالعودة وتقرير المصير والتحرير الوطني الشامل لكل الأرض الفلسطينية، إنها البوصلة التي لا تضطرب إلا إذا وجد الخلل في وشائج وعلاقات هذه القوى مخلّفة بلا شك المعنى الحقيقي للانقسام والتجزئة، ومختصرة صورة ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعندما تكون هذه العلاقات على سويتها الوطنية السليمة، متجهة نحو هذه البوصلة العامة، فإنها لن تقع إطلاقاً في شرك ضرب الوحدة الوطنية، وستكون عامل ترسيخ وبناء وتمتين لها، حيث هذه الوحدة الوطنية هي الشرط الذهبي لبناء عناصر النصر المبين.

الحياد الإيجابي وليس الحياد أو الحياد السلبي هو المدخل نحو معالجة حكيمة ووطنية لعلل وأمراض قد تصاب بها مفردات القوى السياسية بغض النظر عن منطلقاتها أو نوعية مرتكزها الفكري، وبقطع النظر أيضا عن تاريخها وحجمها وإنجازاتها أو مساحة البؤرة التي تشغلها اليوم أو أمس، ذلك أنه لا يوجد في العمل السياسي ما هو محصّن إزاء حقائق واضحة للجميع كلّها تسعى إلى استهداف العمل الوطني الوحدوي بعامة، وأي عمل وطني مقاوم بخاصة، ففقه الاستهداف ليس محصوراً بتفاسيره بيد العدو ومعسكره فقط، بل هو أيضا وارد في يد عوامل أخرى كثيرة ليس أهونها حصاد التجارب المرة وخسارة الراهانات السياسية أو حتى الخيارات المعتمة التي تؤخذ في المفاضلة أحياناً تحت بند الاضطرار بين المر والأمر منه، هذه جميعها مادة استهداف ليست علامة تجارية لأية قوة بعينها بل هي علامة عامة قد يقع في شباكها القوى والضعيف.

وعندما يصبح الواجب الوطني هو القيام بمهمات قطع الطريق على ضرب الوحدة الوطنية ابتداء هو واجب لم تستنفذ فيه كل الإمكانيات ولم يستحق الالتفات الحقيقي إليه في الظرف المناسب، وأصبحت نتائج غيابه خطيرة ومرهقة إلى حد الضغوطات المخيفة، فإن التراتبية الثانية في صفحات الواجب الوطني عند نشوء هذا الخلل في العلاقات الوطنية الاخلية لا تغدو نزهة أو مجالاً للخيارات في هذه اللحظة، ولا هي قابلة للتأجيل أو الاستخدام المناوراتي في هذه اللحظات التاريخية، ذلك أن نتيجة أي من هذه التشكيلات التساهلية في هذه اللحظات التاريخية ستكون وخيمة لمدى غير منظور، وتحمل لا سمح الله بذورها السوداء لفترة ليست بالقليلة تأكل من بيدر الرصيد الاستراتيجي الكفاحي الوطني بعامة وليس فقط من رصيد فصيل أو قوة بعينها، أو تؤثر على مرحلة داخلية بينية في مسار الجملة الحركية الشاملة، إنها ستضرب في عموم ومحصلة الرصيد الوطني العام، وهذه مسؤولية ليست بالهينة ولا يمكن الاستخفاف بها كما علّمنا التاريخ وأوضحته تجارب الكفاح الوطني العالمية عند الشعوب التي قاتلت من أجل حريتها وكرامتها.

لكن ثمة حالة واحدة لا يمكن قطعا تفهّم أي نوع حياد أو شعار سلبية أمامه من أي طرف وطني كان داخل منظومة القوى الوطنية، ذلك عندما تكون مسألة الفرز داخل الفصيل أو القوة التي تنتمي إلى عموم هذه المنظومة الوطنية هي بين ما هو وطني وما هو غير وطني، ففضلا عن أن وضعا من هذا النوع لا يمنطق موقف أي حياد، تكون فائدة مثل هذا الحياد الطبيعية مصروفة حكما لصالح معسكر آخر لا وطني دون ريب.


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
مع تحيات
ناشر ومحرر شبكة فلسطين ال 48 الاعلامية

عن الشبكة:
مجموعة اعلامية  مستقلة منحازة للشعب والوطن ولهموم الانسان العربي في كل مكان.
تصدر في الداخل الفلسطيني عام 48 وتضم آلاف العناوين البريدية لكتاب ومثقفين وقراء من جميع انحاءالعالم.
تسعى لان تكون سباقة في طرح الرأي الحر والفكر النير والابداع الفذ.
ملاحظة:المقالات المرسلة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة ان تعبر عن رأي المجموعة
لارسال كتاباتكم  على البريد إلكتروني
palastain-48@googlegroups.com
سيتم النشر خلال 24 ساعة من استلام المادة

لإلغاء الاشتراك مباشرة وحذف عنوانك اضغط على الرابط التالي وقم بالارسال
palastain-48+unsubscribe@googlegroups.com

لزيارة المجموعة على
http://groups.google.com.sa/group/palastain-48?hl=ar?hl=ar
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments: